U3F1ZWV6ZTkyMzU4Njc2MzA1NjBfRnJlZTU4MjY3ODM5MzQ1ODI=

المنهاج التعليمي وتدبيرُ النّص الشّعري بالتعليم الابتدائي (ج1)


تنحو هذه الدراسة نحو ملامسة الجهود التربوية التي بذلها الفاعلون والمهتمون بقضايا التربية والتعليم، في سبيل تحيين المنهاج وتدبير البرامج. وبالنظر إلى أهمية "الكتاب المدرسي" في العملية التعليمية التعلمية، فقد شكل البحث في وظائفه واستعمالاته، أحد المداخل الرئيسة لإصلاح المنظومة. كما شكل النص الشعري، باعتباره مادة دراسية يتضمنها الكتاب المدرسي، جانبا من هذا الاهتمام من حيث النظر في سبل عرضه وتقديمه إلى التلاميذ.

والواقع أن ما أتى به الكتاب المدرسي في مكون القراءة، من تنوع في اختيار النصوص الشعرية تحديدا، ومن تباين ديدكتيكي في طرائق التدريس، ينم عن تمثل فعليّ لبداية الإصلاح، من خلال الحرص على مسايرة المستجدات التربوية الحديثة.

 مقدمة

عرف القطاع التعليمي ببلادنا، منذ خمسينيات القرن الماضي، ولا يزال، حركة دائبة تبحث في مدى نجاعة السياسات الكبرى للمنظومة التربوية، وفي مدى انسجامها والتحولات التي يعرفها المجتمع من حين لآخر. وبالنظر إلى الأهمية التي اكتسبتها هذه المنظومة، فقد تعددت المقاربات وتباينت طرق بحثها في الكشف عن الآليات المنهجية لتدبير عدد من القضايا التربوية ذات الأولوية، كالتعريب والتعميم والمغربة والتوحيد وما إليها، من خلال اقتراح جملة من الأوراش الإصلاحية المتنوعة.

لقد كان إنجاز مشروع الميثاق الوطني للتربية والتكوين في أكتوبر 1999 أحد الرهانات الكبرى للإصلاح والتغيير، امتدت لعشرة مواسم دراسية، دون أن تفرط في المكتسبات السابقة. فمنذ انطلاق العشرية الوطنية للتربية والتكوين 2000-2009 أسبقيةً وطنية بعد الوحدة الترابية، حرصت الوزارة المعنية، على تتبع مختلف المراحل المتعلقة بتطبيق مقتضيات الميثاق، ومنها تحسين جودة التعليم وتحسين البرامج والمناهج وتحيين العلاقة بين المدرسة المغربية ومحيطها الاجتماعي والثقافي.

نستحضر، في هذا السياق، مجموع الشعارات القوية التي كانت ترفع عند مستهل كل سنة دراسية، ترتبط تارة، بتحسين الخدمات الداعمة للتمدرس والارتقاء بجودة التعليم، وتتصل تارة أخرى بالتربية على المواطنة وحقوق الإنسان. ويكفي أن نتأمل شعارات من قبيل: "مدرسة النجاح"، "المدرسة المواطنة"، "المدرسة والسلوك المدني"، "المدرسة والتربية على القيم" وغيرها، لنتبين حقيقة المنزع الذي يتبناه المنهاج التعليمي في التعامل مع القضايا التربوية الراهنة، ومن جملتها تحيين الروابط الثمينة بين الأقطاب الثلاثة: المدرسة والأسرة والمجتمع، وكذا تجديد البرامج الدراسية لكل مادة من المواد المدرسة، ومنها منهاج مادة اللغة العربية، بمكوناتها المختلفة، وما يتناوله من قضايا بيداغوجية وديدكتيكية على مستوى التخطيط والتدبير والأجراة.

ورغم تفاعل العنصرين الدراسيين: المنهاج والبرنامج؛ فإن بينهما اختلافا ملحوظا. فالمقرر الدراسي وفق ما جاء في الدليل البيداغوجي للتعليم الابتدائي "يتكون من لائحة المواد المتراكمة، قد تكون متنافرة ومتناقضة ومتباعدة من حيث المحتويات، وهو تفصيل الدروس حسب جداول واستعمالات زمن سنوية أو غيرية، ويخضع في غالب الأحيان لمنطق المواد والتجزيء؛ مما قد يجعل المعرفة المدرسية لا تتصف بالمعنى، وتكون معزولة عن محيطها. بينما يعني المنهاج الدراسي تصورا متكاملا ينطلق من المدخلات وصولا إلى المخرجات، وما ينبغي أن يكون عليه المتعلم في نهاية مستوى دراسي أو سلك دراسي أو تخصص دراسي."[1]

من هنا يمكن الحديث عن طبيعة المادة الدراسية وصلتها بالمنهاج التعليمي. ولعل مكون القراءة في مادة اللغة العربية، وضمنه قراءة النص الشعري، يعد من بين المداخل المتعددة لرصد التصورات الكبرى التي يتبنّاها واضعو المنهاج ويحرصون على تنزيلها وفق آليات تدبيرية موجهة.

فإلى أي حد تنسجم تلك التصورات والرؤية الشمولية للإصلاح؟ وبِمَ نقيس مدى تجاوب المتعلم المغربي مع المنتوج التربوي الجديد؟ وهل للدرس القرائي من تأثير في العملية التعليمية التعلمية؟ وما حجم حضور النص الشعري ضمن محتويات الكتاب المدرسي؟ ثم كيف يتدبّر المنهاج آفاق هذه المادة الدراسية التربوية والبداغوجية المؤطرة؟ وأخيرا، هل يصمد تدبير الإصلاح التربوي الديدكتيكي الحالي في مواجهة التحولات المرتقبة والتعثرات المحتملة؟


1-               المنهاج التعليمي والمخطط البيداغوجي

عرف الكتاب المدرسي تطورا ملحوظا على مستوى الإعداد والإنجاز. فبعد تجربة الكتاب المدرسي الواحد والكاتِب/المؤلف الواحد، تم تبنّي الكتاب المدرسي المتعدد، في مختلف الأسلاك التعليمية، ابتدائي، وإعدادي وثانوي، من خلال السماح لأكثر من مؤلف مهتم بالمجال التربوي جامعي أو مفتش، أو مدرس، أو مكوّن ليدخل غمار المنافسة بتقديم مشروع يراعي ما جاء في دفتر التحملات من شروط ومواصفات.

وبناء عليه، صدرت العديد من الكتب المدرسية في مادة اللغة العربية، تستهدف مرحلة دراسية محددة، كل كتاب منها اختار له مؤلفوه اسما، من قبيل: "مرشدي"، "كتابي"، "في رحاب"، "المفيد"، "الجديد"، "الواضح"، "المختار"، "الأساسي"، "النجاح"، "الممتاز"، "الكامل"، "الواضح"، "الرائد"، وغيرها من التسميات الدالة.

واعتبارا لمدخل الإصلاح، شكل الكتاب المدرسي محطة تدبيرية رئيسة لتنزيل محتويات المنهاج الدراسي، وأداة إجرائية، من خلالها، تتجسد عملية النقل الديدكتيكي للمواد المُدرّسة. ومن ثمة "لا أحد ينكر، من المهتمين بالشأن التربوي، ما للكتاب المدرسي من أهمية بالغة في الدرس والتحصيل، باعتباره وسيطا بين المعلم والمتعلم، من جهة، وبوصفه وثيقة تربوية تحمل مشروع مؤسسة رسمية، من جهة ثانية. لذلك، كان التعامل مع الكتاب المدرسي، وضمنه الإلمام بالبرامج والمناهج، أمرا مطلوبا لقياس مدى التوافق والانسجام بين الوسائل الممكنة وبين الأهداف المعلنة." [2] وإذا كان منهاج اللغة العربية يروم إكساب المتعلم عددا من المعارف والكفايات التي تؤهله للاندماج بسهولة مع محيطه الاجتماعي والثقافي، فإن الكتاب المدرسي يروم تجسيد هذا المنزع التربوي عبر مكونات دراسية متنوعة تتمثل في "القراءة" و"اللغة" و"التعبير والإنشاء". فكل مكون، من هذه المكونات، يختلف عن الآخر من حيث النوعية والمجال والأهداف والفئة المستهدفة من جهة، ومن حيث التخطيط والغلاف الزمني وتوزيع الحصص ومنهجية التدريس، من جهة ثانية. وكلها عناصر ترتبط ارتباطا وثيقا بتدبير المنهاج وفق استراتيجية تربوية تروم الإحاطة الشاملة بمختلف مكونات المادة المدروسة.[3]

وإذا عدنا إلى الأطر المرجعية الخاصة بمختلف الأسلاك التعليمية، ونظرنا في عدد الساعات التي تحظى بها القراءة، خلال كل برنامج دراسي، تبيَّنتْ أهمية هذا المكون وما يضمره من آفاق تربوية وبيداغوجية، فالقراءة تحتضن جملة نصوص وظيفية، وسماعية، ومسترسلة، ثم نصوص شعرية. ولعل اعتبار النص الشعري ضمن مكون القراءة له ما يبرره. ففي الشعر فسحة للتأمل ومساءلة للواقع واستشراف للمستقبل، يتعرف المتعلم من خلالها إلى تجارب ثلة من الشعراء، سواء أكانوا مشارقة أم مغاربة، في مجال الكتابة الشعرية وكيف استطاعوا أن يرسموا لأنفسهم مسارات فنية وجمالية باللغة، مع الحياة.

يتألف مكون القراءة، بوصفه محورا مركزيا اتدور حوله العملية التعليمية التعلمية، في سائر المستويات الدراسية، من عدة نصوص مختارة بعناية فائقة، تجمع بين ما هو نثري قصصي، أو إخباري، أو مقالي، أو وصفي، أو حجاجي، وما هو إيقاعي يساعد على الحفظ والاستظهار، ويتعلق الأمر ببعض الأشعار البسيطة لغة وموضوعا. كما تسهم في تنمية (الجوانب) العاطفية والوجدانية والحس حركية لدى التلميذ. غير أن ما يلاحظ في هذا التوزيع والتنويع هيمنة النصوص النثرية على نظيرتها الشعرية. وهو ما يسمح بطرح أسئلة جديدة عن مبررات هذا الاختيار، وعن طبيعة التصور الذي يتقيد به المنهاج التعليمي لتمرير رؤيته التربوية. ومن ثمة إمكانية الحديث مثلا، عن حجم النصوص المطبوعة في الكتب المدرسية بالمرحلة الابتدائية، ومدى تمثلها أو تناولها موضوعات السلوك المدني والتربية على القيم وغيرها من الأهداف والغايات، التي تسهم في تنمية مهارات المتعلم وقدراته.

تعتبر المرحلة الابتدائية مرحلة حاسمة في عملية التعلم، فذهن التلميذ لا يزال فتيا قادرا على اكتساب المعارف الجديدة. وتعد اللغة إحدى الوسائل التي تنهض بمهمة التواصل والتعليم، بدءا بسؤال التعبير الشفهي في السنتين الأولى والثانية، ومرورا بعمليات القراءة وتمييز الحروف والكلمات وانتهاء بفعل الكتابة والإنتاج، في السنوات الأربع التي تليهما.

ولأن النص الشعري[4] أدرج ضمن مكون القراءة، فقد ركز المنهاج التعليمي، في مخططه البيداغوجي والديدكتيكي، على بعده الوظيفي. فـ"الشعر" مادة إبداعية أساسها اللغة والخيال، تكمن وظيفته في قدرة الشاعر على تحويل المعنى من الوجود الضمني إلى الوجود الفعلي. بهذا المعنى يصبح الشعر، عبر وسيط اللغة والصور، محفزا إلى القراءة لدى المتعلم الصغير، ينمي، من خلالها رصيده المعجمي والبلاغي والتصويري. فالمتعلم، في هذه المرحلة، معنيّ بالكشف عن تجليات المعنى الذي يقصده الشاعر في قصيدته، وأن دور المدرس المنشط أن يضعه على الطريق السليم كي يفهم النص، ويجيد تفاعله وانفعاله بما يتضمنه من جمالية الإيقاع.

لذلك، لم يختصر المنهاج، من خلال الكتاب المدرسي، وظيفة الشعر بالمرحلة الابتدائية في ترديد التلاميذ للنصوص واستظهارها فقط؛ وإنما تجاوزها ليتمثل هذا المتعلم مختلف المشاعر والمواقف والرؤى التي يُعبِّر عنها الشعراء في قصائدهم. وفق هذا التصور التربوي الجديد أقام المنهاج أسسه الديدكتيكية، من أجل إنجاح درس قرائي في الشعر، يجمع بين المتعة والفائدة. يقول أحد الشعراء الذين اهتموا بأمر الطفل وانشغلوا به:

"دعوا الطفل يغني

بل غنوا معه.. أيها الكبار.

دعوه يتفتح..

إن الكلمة الحلوة الجميلة

التي تضعها على شفتيه

هي أثمن هدية تقدمها له.

لكي يحب الأطفال لغتهم،

لكي يحبوا وطنهم،

لكي يحبوا الناس، والزهر، والربيع، والحياة،

علموهم الأناشيد الحلوة،

اكتبوا لهم شعرا جميلا،

شعرا حقيقيا."[5]

بالشعر يحيا المتعلم حياة أخرى، إن لم نقل حيوات. فمع كل نص شعري يرتقي ذوق التلميذ وينفتح فكره وتسمو لغته. ولعل منهاج اللغة العربية يقترب من هذا الطموح التعليمي عبر تفعيل القراءة المنهجية واستثمار ما يناسبها من موارد، مرئية ومسموعة ومكتوبة، تراعي المرحلة العمرية للفئة المستهدفة. لابد هنا من استحضار دور المدرس ووظيفته في العملية التعليمية، فنجاحه في تدبير المادة الدراسية، من خلال مقاربات تقوم على تقنيات التنشيط الفعال، بدل التلقين الذي ساد لفترات طويلة، هو نجاحٌ في تنزيل برنامج الإصلاح، تمثلا وانخراطا. ومن هنا جاز القول إن "المدرس، إلى حد كبير، هو المنهج، فإذا تحسنت عملية التدريس أصبح المنهج أكثر صلاحية، وحين تُعدل برامج المدرسين، لكي يتمكنوا من استخدام مواهبهم بطريقة أفضل، تتحسن طريقتهم في التدريس، ويزداد المنهج خصبا ودسامة."[6]

إن تدريس النص الشعري/ الأدبي لم يعد مقتصرا على مجرد ترديد التلميذ للنص وحفظه عن ظهر قلب؛ وإنما تحولت إلى مسعى تربوي يحقق المتعة والتذوق وقابلية الاستثمار، قراءة وتوظيفا. لذلك نجد مؤلفي الكتب المدرسية لمسلك الابتدائي يجتهدون في انتقاء النصوص بعناية تلائم طبيعة الخطاب الشعري، من جهة، وتلائم مستوى التلاميذ المتمدرسين، من جهة ثانية.

هكذا إذا يصير الشعر جزءا من المنهاج التعليمي؛ بل وضرورة جمالية وإنسانية، يتفاعل خلالها المدرس والمتعلم في آن واحد، بما تحمله النصوص المقترحة في الكتاب المدرسي، من أبعاد ووظائف تعيد الاعتبار للذات والإنسان في تفاعلاته بالزمان والمكان.


2-               النص القرائي والبعد الوظيفي

إذا تصفحنا مختلف الكتب المدرسية المبرمجة في التعليم الابتدائي لمادة اللغة العربية، نتلمس التعدد والتنوع الحاصلين على مستوى التأليف التربوي، حيث التوسل بدعامات الميثاق الوطني للتربية والتكوين واختياراتِه وتوجهاتِه التربوية والتكوينية، من أجل تأهيل المتعلم المغربي. ولا شك أن لنظام الوحدات في الدليل البيداغوجي للتعليم الابتدائي، كبير الأثر في تمرير الخطاب التربوي وتنفيذ مقترحاته[7]. فبرنامج اللغة العربية، بهذا السلك، يتجزأ، كل سنة من السنوات الست، إلى ست وحدات ترتبط كل وحدة بمجال معين، ويستغرق تنفيذ الواحدة منها أربعة أسابيع، تليها حصة للتقويم والدعم. كما أن اعتماد مدخل الكـفايات بتنوع درجاتها ومقاصدها؛ تواصلية، واستراتيجية، وثقافية، ومنهجية وتكنولوجية، إلى جانب مدخل القـيم بمختلف مكوناتها وتفرعاتها؛ إسلامية، ووطنية، وإنسانية، يعد أهم تجديد في مراجعة المناهج والبرامج التربوية، وهو ما يشكل، في النهاية، الفلسفةَ العامة المتحكمة في طبيعة هذه المراجعة.[8]

وقصد الاقتراب من عالم الكتاب المدرسي وصلته بمنهاج مادة اللغة العربية، اخترنا، اعتباطا، عيّنة موزعة على ستة مستويات دراسية من التعليم الابتدائي، بغية النظر في طبيعة النصوص الشعرية التي تضمنتها والخصائص الجمالية التي صاحبتها، ومن ثمة الوقوف عند بعض الأبعاد القيمية والتربوية التي تقصدتها.  وهي كالآتي:

- السنة الأولى من التعليم الابتدائي: المفيد في اللغة العربية.

- السنة الثانية من التعليم الابتدائي: في رحاب اللغة العربية. 

- السنة الثالثة من التعليم الابتدائي: المفيد في اللغة العربية.

- السنة الرابعة من التعليم الابتدائي: الجديد في اللغة العربية.

- السنة الخامسة الابتدائية: مرشدي في اللغة العربية.

- السنة السادسة الابتدائية: كتابي في اللغة العربية.

لعل أهم ما يلفت الانتباه، في هذه الإصدارات وسواها، التنوع الملحوظ على مستوى العناوين ودور النشر من ناحية، وعلى مستوى الإخراج الفني للغلاف، من ناحية ثانية. كما أن أهمية هذه الكتب المدرسية، تأتي في ما حملته من جديد على مستوى التصور البيداغوجي من جهة، وعلى مستوى الأداء الديدكتيكي للمادة المدرسة، من جهة أخرى.

لقد حاول مؤلفو هذه الكتب المدرسية، بخصوص النص الشعري، المدرج ضمن مكون القراءة، اقتراح طرائق منهجية مناسبة تخاطب، في الوقت نفسه، ذهن وسلوك متعلم هذه المرحلة، من حيث تفعيل الاختيارات التربوية، في الترشيد والتوجيه. وحرصا من المؤلفين على ضمان التواصل مع هذا المتلقي الصغير، فقد عرضوا في افتتاحيات مقرراتهم جملة من التوضيحات الأساسية، التي تقربه من فضاء هذا الكتاب. ومن ثمة، الإشارة إلى كافة الأنشطة التي تنسجم والكفايات المستهدفة، التي تجعل منه عنصرا فاعلا في بناء الدرس القرائي.


المجال

المستوى الأول والثاني

المستوى الثالث والرابع

المستوى الخامس والسادس

1

الأسرة

الحضارة المغربية

مغاربة العالم

2

المدرسة

الحياة الثقافية والفنية

الحقوق والواجبات

3

الهندام والنظافة

الهوايات

الاتصال والتواصل

4

الحي والدوار

الفلاحة الصناعة التجارة

الابتكارات والاختراعات

5

البيئة والطبيعة

الغابة

البحار والفضاء

6

اللعب والمسرح

السياحة

الرياضة والألعاب


وفق هذا التصور، رسم المؤلفون خطة، خلال تقديم برنامج الكتاب المدرسي، حيث عمدوا إلى انتقاء عدد من النصوص الشعرية القصيرة، روعي فيها انضباطها للوحدة الدراسية ولطبيعة المجال الذي تنضوي تحته. كما روعي فيها "تنوع المضامين وطرافة الأفكار وبساطة التعبير وسلاسة الحكي، يجد فيها الأطفال ما يذكي فضولهم المعرفي ويستجيب لحاجياتهم الطفلية، وينمي ميلهم إلى القراءة على نحو فعال."[9] ويمكن أن نقدم، في هذا الصدد، جدولا بأهم المجالات الموزعة على كل وحدة دراسية، بحسب المستويات الستة، كالآتي: ....... 

                        (يـتـبــع الــجــزء الـثـانــي)

* نشرت الدراسة في: (قضايا في التربية والديدكتيك) دار التوحيدي الرباط. 2021 (ص73-106)


[1]- انظر الدليل البيداغوجي للتعليم الابتدائي. ص 10

[2]- أحمد زنيبر. السلوك المدني والتربية على القيم. مجلة الحياة المدرسية. ص26.

[3]- طرأت، في السنوات الأخيرة، مجموعة من التغييرات على المنهاج الدراسي الحالي مست بشكل تدريجي المستويات الدراسية الأولى والثانية ثم الثانية والرابعة وأخيرا السنتين الخامسة والسادسة، كما مست المضامين التربوية والطرائق البيداغوجية. وهو الأمر الذي ينم عن الحركية والدينامية التي يعرفها قطاع التربية والتعليم في مجال الإصلاح.

[4]- هناك تعريفات كثيرة عرضت لمفهوم الشعر ومفهوم النص، في القديم والحديث، تتفاوت بتفاوت الخلفيات المعرفية والنظرية. وقد تعمدنا ألا نسهب في هذه النقطة، بالتركيز على ما هو عملي في ارتباطه بمحتوى البرنامج الدراسي. 

[5]- سليمان العيسى. ديوان. دار الفكر دمشق 1999. ص10-11

[6]-  واليز كيمبول. نحو مدارس أفضل. ترجمة فاطمة محمد محبوب. مكتبة الأنجلو المصرية. 1986

[7]- انظر الدليل البيداغوجي للتعليم الابتدائي.

[8]- حصلت تغييرات عديدة في المنهاج الجديد للسلك الابتدائي بمستوياته الستة، من بينها تقليص عدد المجالات والوحدات وعدد الساعات المخصصة لكل مكون. انظر مستجدات المنهاج. مديرية المناهج يوليوز 2020

[9]- جماعة من المؤلفين. المفيد في اللغة العربية. دليل المدرس السنة الأولى ابتدائي. دار الثقافة البيضاء. 2003. ص7

تعديل المشاركة
author-img

أحـمـد زنـيـبـر

أكاديمي وناقد أدبي، أستاذ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين. رئيس فريق البحث "الخطاب البيداغوجي ورهاناته اللغوية والجمالية". عضو اتحاد كتاب المغرب وناشط جمعوي. له مؤلفات فردية وجماعية...
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق